Sunday, April 29, 2007

أحلام صغيرة

ايه با ابنى....مالك..؟؟ عامل ليه كده
سمع تلك الكلمات خلفه...لم يعيرها انتباهاً...كان يعلم انها موجهة اليه...ولكن ما كان يشغل باله كان اهم من ذلك
اطرق قليلاً...وترك عينيه تسبح بلا اتجاه فوق صفحة الماء...كانت اول مرة له فى اسوان...ويعلم الله كيف استطاع ان يدبر مبلغ تلك الرحلة....اربعة ايام فى الأقصر واسوان ...والغريب ان الهدف الأساسى الذى اتى من اجله لم يحققه حتى الأن...وها هو اليوم الأخير ومازال ذلك الجواب يقبع مكانه منذ بداية الرحلة
....................................
اقسم لكى ان ما ستقرائيه الأن لم ولن يؤثر على تلك الروح الجميله التى بيننا...فأنتى تعلمين ماذا تمثلين بالنسبة لى
اعلم انها مفاجأة لكى...واقسم لكى انها كانت طوال الوقت مدفونة هناك...فى اعماق قلبى..ولم تؤثر يوما على مشورة طلبتيها منى...او على رأى قدمته متطوعا اليكى...ولكن الأن...لم استطع ان ابقى صامتا...لم استطع ان اراكى امامى...ولا اتمناكى..."..؟
.........................................
لا يتذكر تحديدا منذ متى شعر بحبها ينبض داخله, كانت
اول فتاة يتعرف عليها فى الجامعة.....وفى اول يوم له فيها
كانت جميلة...بسيطة فى ملبسها...محافظة ايضاً....اسرته بتلك الرمانسية الغريبة...التى لم يكن ليقتنع انها خلقت فى قلب فتاة
حدثته عن حلم يراودها..عن اسطورة تحيا بداخلها....وكيف ان الأغريق وصفوا الأنسان بالدائرة...الذى اغضب الأله فشطرته نصفين...وكتب عليه ان يبحث كل طرف منهم عن الأخر حتى يجده....صارا صديقين...متلازمين داخل الحرم الجامعى...
بعد فترة....بدأ اصدقائه يباركون له وكأنه خطبها...حاول ان يشرح لهم...ولكنه فى داخله...كان يحلم بها
......................................
كانت الرحلة النيلة اوشكت على الأنتهاء...وكانت هى
تجلس وسط المجموعة...كانوا يضحكون وهى تضحك معهم...أو لنقل وسطهم , كان زهنها لا يكف عن التفكير...تريد ان تبكى..ولكنها اقسمت ألا تبكى عليه بعد الأن...ثلاث سنوات وهى تعبده...تعشقه...حتى وان كان كلا منهم فى بلد...كيف هانت عليه...؟؟اما كان يستطيع ان يجبر اهله على القبول...رفضوا اهله ان يأتى الى العيش فى القاهرة..ورفض اهلها فكرة الأسكندرية...وانتهت القصة...احيانا تحس انها كانت بلهاء...واحيانا تتذكر كلمات احمد لها...كنتى تبحثين عن قصة حب...فحصلتى عليها..ولكنكى حصلتى عليها كاملة حتى بدموعها..لم يكن يستحقك...ولم يكن نصفك الأخر
........................................
احبك....نعم احبك منذ ان عرفتك...وقبل ان
اراكى...احبك...ولا
اجد عشر ما اجده فيكى فى اى امرأة اخرى...ولكنى لم استطع ان اعترف لكى...لقد حاولت...ولكنكِ لم تعطنى الفرصة...جبان...؟ ممن الممكن ان اكون جبانا...خصوصا حين رويت لى عن رامى..ورأيته...كان صديقكِ...ولكن حين احسستى منه ما قد يزيد عن الصداقة...كان لابد من وجهة نظرك ان تبتدعى عنه...اتذكرين ذلك اليوم...حين أتى اليكى فى الجامعة....وقف ينظر لى...بنظرة اعرفها....وكأنه يظن انى انا الذى حرمته منكى...وكم كنت اريد ان اخبره بالحقيقة
كيف..اكون رامى نمرة اثنين ....؟؟؟لم استطع ان اجازف...لم استطع
......................................
ايه يا عم احمد..انت هاتنتحر ولا ايه....سمع صوت
ضحكاتهم...لم يجد فى نفسه الرغبة ان يرد لم يكن هذا طبعه...ولكنه كان فى اشد الحاجة للوصول الى قرار....مد يديه الى الجواب وأخرجه..."جواب...كاتبلها جواب...على اساس انك سنه سبعين " كان يحدث نفسه ويبتسم حسن سمع صوت خطوات تقترب نحوه...كانت قادمه من خلفه ..ولكنه كان يعلم انها هى...كان يشعر بها...وكم كان يستغرب لهذا...
ما فيش غير انجى هى اللى هتعرف تجيبه....التفت وهو يسمع هذا التعليق من احد الظرفاء فى الشلة...وجدها امامه..بأبتسامتها الرقيقة
"مالك "
سؤال صغير مثل هذا كان يكفى ليحكى لها كل شيئ...وما اكثر الأسرار التى عرفتها عنه بكلمه صغيرة
مالك...كانت تسأل ويحكى هو بالساعات...وهى ايضاً...كان يقرأها من عينها...
ايه الجواب ده..؟؟؟
هنا فقط انتبه إلا انه يحمل الجواب فى يده....تحول لونه الى اللون الأزرق...احس بقلبه يكاد يقف من الخوف
........................................
جزءا صغيراً بداخلى يشعر انكِ تحبينى مثلما
احبك....ولكن عقلى لا
يعتقد...صراع عشت فيه طوال تلك المدة...التى قضيتها بجانبك
تلك المدة التى هى عمرى...فقبلكِ لم اكن قد وجدت
حتى بعد ان اخبرتينى عن حبك...عن حبيبك المهاجر...حتى بعد ان اصبحت انا....المستشار الرسمى لشئونه فى حياتك...اختار لكى كلماتك فى التليفون...اختار هداياكِ له فى الأعياد...لم احقد عليه...بالعكس...كنت ادعوا دائماً ان يستحق ما تعطينه له...لكن الان...لم اكن لأغفر لنفسى لو لم اخبرك عن ما فى داخلى
........................................
اتحب يا صديقى..؟ سئلت نفسها هذا السؤال...ولم تستطع
ان تنطق به فى
حينها...لم تعرف لماذا اعتصر الألم قلبها حين رأت جواباً فى يديه
ربما لأنها فقدت منذ ايام اقرب الناس اليها...ولم تكن تتخيل ان تفقده هو ايضاً....كانت دائماً ما تفكر ماذا لو لم تكن تحب حين قابلته..؟؟
وسرعان ما كانت تبعد تلك الخيالات عن نفسها...فقد كانت تعدُ بالنسبة إليها خيانة..فهى تحب..أو كانت تحب
لم تراه يهتم بأى فتاة يعرفها..كان كثير التهكم حين تساله عن حب جديد..أو قديم...لم تكن لتحصل منه على اجابة قط..سوى انها لم تخلق بعد....تلك التى يمكن ان يحبها
هل كانت تحب كونه متفرغ لها..؟ صديق بجوارك..مخلص...اكثر من اخوكِ كما يقولون....لم تكن لتحس بهذا الأمان إلا معه...أو مع الحبيب القديم.....والغريب انه كلما قرأت ما كان يكتبه من اشعار..فقد كانت جمهوره الوحيد...تكاد تجزم انه يحب...فمن يستطيع ان يكتب مثل ما يكتبه ان لم يكن
يحب...؟؟
.......................................
ايه الجواب ده...؟ سألته بعد تردد
متخديش فى بالك
هوه فيه اسرار عليه ولا ايه..؟
عيب ..انتى تعرفى عنى كدة
قالها وهو يبتسم...ولكنها احسته يدارى شيئاً...فسكتت
جالى عريس....؟؟
حاولت انت تغير الموضوع..
عريس.....؟؟؟ وبعدين..؟
مش عارفة
متتسرعيش...وحاولى متخديش اى قرار دلوقتى...انتى محتاجة فترة نقاهة
اكيد...بس مش عارفة ليه ابتديت احس ان هيه دى الجوازات اللى بتعيش
سكت...ولم يعرف بما يجيب
.................................
فى النهاية...كل ما ارجوه منكى..ان تنسى كل ما
قرأتيه....فهو مجرد محاولة يأسة لأرضاء ضمير غبى
تجاهليه....وتصرفى كأنه لم يحدث....الا استحق منكى
هذا...؟؟
.................................
مش هتقولى بقة ايه حكاية الجواب ده..؟؟
انتشله السؤال من بين افكاره....نظر لها طويلا دون جواب
ايه ...؟بتحب...؟؟
ضحك ضحكة عالية...لفتت انتباه الشله كلها
بحب..؟ لسه يا بنتى متخلقتش
امال ايه الجواب ده..؟؟
انهى جواب....؟؟
قالها ويلقى بالجواب الذى فى يديه فى الماء....وانطلق الأخير ليعانق مياه النيل وكأنه ينتظر تلك الحظة....نظرت له فى ذهول...فنظر لها مبتسماً...
ده جواب ليه...مش منى...وانتى عارفة دماغى
رأى الفضول فى عينها...تلك التى يعشقها.....وتحركوا لينضموا لباقى المجموعة....وكلاً منهما يحمل قلباً مختلفاً